×× الأسرار العشرة لخروج الأهلي من دوري الأبطال ! ×× بدر ابوصالح

خرج الأهلي من دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا وسط صدمة كبيرة لعشاقه ومحبيه ، لكني كمشجع كروي قديم لم أكن مصدوما على الإطلاق مما حدث في ستاد القاهرة ، فما حدث هو ترجمة واقعية وحقيقية للمنطق والعدالة !.


الأهلي الذي رفض كل هدايا المولودية والوداد والترجي خلال مباريات دوري المجموعات لا يستحق أبدا أن يتأهل ، الأهلي رفض الصدارة أكثر من مرة وفرط في أكثر من فوز سهل بسبب رعونة وإستهتار بعض لاعبيه ، وأعتقد أن الحظ لو خدم الأهلي وتأهل لنصف النهائي كان سيخرج من هذا الدور ِ، حيث كان من الواضح تماما منذ بداية البطولة أنها لن تكون للأهلي !.

الفريق الذي حقق 7 نقاط من أصل 18 نقطة ، و أحرز 7 أهداف و دخل مرماه 6 أهداف في 6 مباريات لا يستحق التأهل ، الفريق الذي تعادل مع أضعف فرق المجموعة في مباراة و عجز عن الفوز عليه في مباراة أخرى بأكثر من هدفين في مقابل أن غيره فاز عليه برباعية لا يستحق أبدا التأهل ، الفريق الذي يملك فتحي و جدو ووليد سليمان وأبوتريكة وجمعة و شوقي ومعوض ومتعب إعتمد على الأسماء والتاريخ فسقط أمام فرق إعتمدت على الشباب والطموح ولم تخشى بطولات نادي القرن ولا جماهيره الكبيرة.


مباراة الأمس أظهرت نقاط سلبية كثيرة ونقاط إيجابية محدودة ، وتتمثل تلك النقاط في عشرة ملاحظات يمكن إجمالها على النحو التالي :

ضعف اللياقة البدنية للفريق مما أدى لعدم قدرة الأهلي على الهجوم بشكل متواصل طوال الـ90 دقيقة وخاصة في الربع ساعة الأخيرة التي إعتمد فيها اللاعبين على الكرات الطولية فقط و تباعدت الخطوط فيها بينهم بسبب الإرهاق الشديد الذي سيطر عليهم والذي إشتكى منه سيد معوض عقب المباراة لوسائل الإعلام ! ، يحدث الإنهيار البدني للفريق رغم تدعيمه بأكثر من عنصر شاب مثل وليد سليمان و محمد نجيب و المدافع الناشىء رامي ربيعة و دومينيك دا سيلفا ، و رغم وجود لاعبين يتخطى عمرهم الثلاثين بإستثناء وائل جمعة وسيد معوض ومحمد أبوتريكة ، ورغم وجود أنطونيو فيدالجو مخطط الأحمال ، ورغم أن الأهلي حصل على فترة راحة تاريخية وغير مسبوقة تمثلت في الثلاثة أشهر الأولى من ذلك العام ، وذلك بسبب ثورة 25 يناير !.

طريقة لعب الأهلي أصبحت محفوظة تماما ولابد من تغييرها ، وأعتقد أن الفريق يملك الآن أقوى لاعبين في أفريقيا وخاصة بعد التدعيمات الأخيرة ، ويمكنه بكل سهولة الإستمرار في طريقة 4/4/2 التي لجأ اليها مانويل جوزيه بالأمس مضطرا بعد هدف الترجي ، الكل شاهد كيف ضاعفت تلك الطريقة من القوة الهجومية للفريق ، ولم يتأثر خط الدفاع رغم أنه كان يضم لاعبا صغير السن مثل رامي ربيعة ! ، لا يمكنني أبدا أن أتخيل أن يبدأ مانويل جوزيه موسمه الثامن مع الأهلي بنفس الخطط القديمة التي حفظناها وحفظها المنافسين عن ظهر قلب ، التغيير مطلوب ولا غنى عنه خاصة أن الفريق يضم الآن عبد الله السعيد ووليد سليمان وهما أفضل لاعبين في مصر من حيث المهارة والسرعة والقوة ، كما نجح في ضم المدافع محمد نجيب الذي أثبت كفاءة غير عادية ، و ظهر الناشىء الصاعد رامي ربيعة بمستوى فاق كل التوقعات فهو "سابق سنه" ويملك قدرا كبيرا من الثبات والثقة بالنفس والذكاء في التعامل مع المواقف الصعبة رغم قلة خبرته ، كما يملك الأهلي الآن أفضل مدافع في أفريقيا على الإطلاق وهو وائل جمعة ، وبالتالي أدوات تطبيق الطريقة موجودة وطريقة "الكسالى" لابد أن ينتهي عصرها في الأهلي ، الأهلي بحاجة أيضا الى تنظيم اللعب بشكل أكبر والبعد عن العشوائية خاصة أن الجمل التكتيكية أصبحت قليلة جدا في مباريات الفريق !.

ثقافة الفوز خارج الأرض بدأت في التراجع بشكل غير منطقي على الإطلاق ، حيث وجدنا الأهلي هادئا و مستسلما للدفاع في الجزائر و تونس ، ولم نجده مهاجما الا في مباراة الوداد حين تأزمت الأمور في المجموعة ! ، الأهلي الذي هزم أنيمبا والرجاء وإتحاد العاصمة والصفاقسي في ملاعبهم بكل سهولة أصبح الآن يخشى اللعب خارج أرضه فيتعادل هناك "بالعافية" ويفوز هنا بشق الأنفس ! ، وبالتالي فقد الأهلي نقاطا كثيرا خارج أرضه كان أولى بها !.




تراجع مستوى حراسة المرمى بالنادي الأهلي بشكل غير مسبوق ، وأعتقد أن عصام الحضري كان حارسا إستثنائيا ولكن الذي صنع الحضري كنا نتصور أنه قادرا على صنعة غيره ولكن يبدو أننا كنا مخطئين ، وأعتقد أن أحمد ناجي مدرب حراس المرمى لم يعد لديه جديدا ليقدمه وأن الأهلي بحاجة لمدرب حراس جديد يستطيع إخراج أفضل ما عند أحمد عادل وشريف إكرامي و محمود أبوالسعود ، فأنا أرى أن الثلاثي موهوب جدا ولكنهم يحتاجون لمن يطور من مستواهم و يصلح من أخطائهم ! ، حارس المرمى هو نصف الفريق ولو تراجع مستواه يتراجع مستوى الفريق ككل ، أنا لا أحمل أحمد عادل وحده مسئولية الخروج من البطولة ولكنه كان من ضمن عدة أسباب أدت الى هذه الخروج.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

غياب "روح الأهلي" كما يفضل أن يسميه جوزيه .. محمد بركات ! ، الأهلي فريق كبير لا يقف على لاعب ولكن بركات لاعب مختلف عن أي لاعب آخر من حيث السرعة والمهارة والقوة والروح العالية التي يؤدي بها ، فهو لاعب من كوكب آخر ويا ليته غائب لإصابة في مباراة أو تدريب ولكن ذراعه أصيب أثناء هزاره مع أحد اللاعبين ! ، طبعا الإصابة قضاء و قدر ولكنها تكشف عن قدرا كبيرا من الإستهتار واللا مبالاة.


محلل أداء اللاعبين أوسكار على ما يبدو أنه "خيال مآته" ! ، أخطاء لاعبي الأهلي كما هي لا تتغير ونقاط القوة في المنافسين دائما ما نفاجأ بها في المباريات و ليس قبلها ، ونقاط الضعف فيها أيضا نفاجأ بها ، وأعتقد أن الأهلي كان أكثر قدرة و كفاءة على قراءة المنافسين و إستغلال نقاط ضعفهم قبل مجيء أوسكار ، و أرى أن عودته الى الأرجنتين أصبحت حتمية الآن بعد مرور أشهر طويلة على وجوده في القلعة الحمراء بدون أي إيجابية تذكر.

جمهور الأهلي الوفي كان له دورا سلبيا وإيجابيا في وقت واحد ! ، نعم أنه أعظم وأروع جمهور في تاريخ أفريقيا بإعتراف الكاف ولكن ما فعله في مباراة زيسكو الزامبي أضر الأهلي كثيرا خاصة حيث قرر الإتحاد الأفريقي بعدها أن يخوض مباراة الذهاب أمام الوداد المغربي بدون جمهور ، فكانت مباراة في غاية الملل و الكآبة و خرج منها الأهلي متعادلا على أرضه في مفاجأة أربكت حسابات الفريق كثيرا فيما بعد ، ثم إرتكبت جماهير الأهلي الخطأ الثاني في مباراة الأمس ، فبعد تشجيع جنوني و رائع في بداية المباراة توقفت الجماهير بعد هدف الترجي عن التشجيع و تفرغت فقط لتشكيل ضغط نفسي رهيب على اللاعبين فكانت تنفعل على كل لاعب يلمس الكرة وكانت تجبر اللاعبين على التسرع في إرسال الكرات الى منطقة جزاء الترجي دون هدوء أو تركيز على عكس ما رأيناه من جماهير الوداد في مباراة الأهلي حيث ظلت تشجع الفريق بقوة و حماس حتى تعادل مع الأهلي وكان قريبا من الفوز عليه ، مازالت جماهيرنا تحتاج الكثير لتتعلم ثقافة التشجيع ، نعم تطورت أساليب وطرق التشجيع بنسبة كبيرة جدا وغير مسبوقة في السنوات الأخيرة ولكننا مازلنا نحتاج للكثير ، وأكثر ما أعجبني عقب مباراة الأمس هو تصفيق جماهير الأهلي للاعبيها فلم نجد أي خروجا عن النص أو هتافات مسيئة ولم تجتاح الجماهير أرض الملعب مثلما حدث من بعض جماهير الأندية الأخرى.


شبع بعض اللاعبين من البطولات والأموال ! ، ودعوني أتساءل هل مستوى عماد متعب حين كان يحصل على 250 ألف جنيه فى الموسم يساوى الآن مستواه وهو يحصل على 4 ملايين في الموسم الواحد ؟! ، هل مستوى شوقي حين أتى من المصري البورسعيدي وكان نجما للفريق قبل إحترافه في إنجلترا هو نفس مستواه الحالي وهو يحصل الآن على 10 أضعاف ماحصل عليه في بداية إنضمامه للأهلي ؟! ، مرت السنوات على فتحي ومعوض و متعب وشوقي وأبوتريكة و عاشور و غالي و السيد تضاعفت رواتبهم أكثر من مرة فقل إنتاجهم وإنخفض مستوى طموحهم خاصة بعدما حققوا كل البطولات و الأرقام القياسية ، ولك عزيزي القارىء أن تتخيل أن أحمد فتحي رفض عرض كوينز بارك الإنجليزي الذي جاءه مؤخرا بسبب ضعف المقابل المادي حيث عرض عليه النادي نصف مايحصل عليه من الأهلي !! ، يعني وصلنا الى درجة أننا في بلد تعاني من الجوع والفقر والبطالة نمنح لاعبين مرتبات تفوق ما يحصل عليه لاعبي الدوري الإنجليزي الأقوى في العالم !! ، ربما يتطور أداء الأهلي في وجود لاعبين جدد "جعانين" بطولات مثل عبد الله السعيد ووليد سليمان والسيد حمدي و محمد نجيب ، ولكني أعتقد أن الطبيب النفسي الموجود بالنادي الأهلي من الضروري جدا أن يجدد الدوافع داخل اللاعبين "الشبعانين" ، فإما يعودوا لمستواهم الحقيقي الذي عرفناه عنهم أو يعتزلوا الكرة فهذا أفضل لهم من الإستمرار بهذا المستوى الرديء الذي وصلوا اليه ، الأهلي خرج لأول مرة منذ عام 2002 من دور الثمانية ، ومنتخبنا الأول الذي يعتمد على لاعبي الأهلي تدهور مستواه حتى أصبح "حصالة" المجموعة في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا وعجز عن

التوقيع
الفنان/ بدرابوصالح